اتجاهات العلاقات العامة في الشرق الأوسط لعام 2022:
نحو مزيد من التفهم الثقافي والتحول الرقمي

باتت العلامات التجارية في العالم ككل وبمنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، تعتمد على العلاقات العامة أكثر من أي وقت مضى من أجل ترسيخ مكانتها بشكل أفضل في السوق وتعزيز رضا العملاء، وذلك بفعل التحولات الجوهرية التي فرضها تفشي وباء "كوفيد-19" على مجتمع الأعمال خلال العامين الماضيين. وقد وجدت الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، نفسها أمام أحد المهام السنوية ذات الأهمية الكبيرة، المتمثلة في صياغة استراتيجية العلاقات العامة للعام الجديد، ما يضيف مهمة أخرى على الشركات بجانب مهام تحليل وتقييم أداء الأعمال وخطط العمل المستقبلية. ولمعالجة ذلك، اتجهت الشركات والمؤسسات على مستوى العالم إلى الاستعانة بشركات العلاقات العامة المتخصصة لإنجاز مهمة صياغة الاستراتيجية السنوية وتنفيذها على مدار العام دون الاعتماد بشكل أحادي على الإدارات الداخلية؛ نظراً لأن شركات العلاقات العامة تراعي العديد من العناصر والاتجاهات الجديدة التي تحافظ على مصالح العملاء في ظل هذا المشهد المغاير والمتسارع رقمياً، ومنها على سبيل المثال:

تقدير القيم الثقافية
تعمل شركات العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط، على دراسة وفهم التركيبة السكانية أو "الديموغرافيا"، والتي تعد العنصر الأساسي في استراتيجياتها، خاصة أن المنطقة تعتبر موطناً للعديد من المجتمعات المتنوعة عرقياً ولغوياً ودينياً، ما يحتم اختيار محتوى مناسب يراعي التنوع الثقافي، ويعزز الوعي بالعلامة التجارية وسمعتها. إلا أن المشهد في الشرق الأوسط المعروف بتقاليده المتنوعة وسلوكه الاجتماعي المتجدد وإرثه الثقافي الفريد، يوفر إمكانات هائلة لخبراء شركات العلاقات العامة في المنطقة، لذلك تعمل شركات العلاقات العامة في إعداد الدراسات الدقيقة والشاملة لفهم المتطلبات الخاصة بالجمهور المستهدف، لتتمكن من إعداد حملات علاقات عامة تحاكي سماتهم الثقافية وتزودهم بتجربة إيجابية يمكنهم التفاعل معها.

تحليل البيانات
على غرار القطاعات الأخرى، يلعب تبني التقنيات الرقمية دوراً أساسياً في إحداث تغيرات جذرية في صناعة العلاقات العامة في جميع أنحاء العالم، لتستفيد العديد من شركات العلاقات العامة من الإمكانات الهائلة لتحليلات البيانات بهدف اكتساب رؤى السوق واتخاذ قرارات حكيمة بصورة أكبر، وإعداد استراتيجيات تركز على "العائد على الاستثمار"، وتعظم مستوى تفاعل الجمهور. كما تستخدم شركات العلاقات العامة نتائج تحليل البيانات لتحديد المنصة الإعلامية المثلى لتنفيذ الحملات الإعلامية والإعلانية.

الابتكار والتنوع والشمولية
تضع شركات العلاقات العامة الاستراتيجيات وفقاً لتفهم التركيب الديموغرافي، وتوجهات الجمهور من كل جيل بهدف ضمان ولاء العملاء للعلامة التجارية وتعزيز الوعي بها. فعلى سبيل المثال، يتم وضع أولوية قصوى ضمن الخطط المستقبلية لحملات العلامات التجارية في مخاطبة الجيل "زد" (أي جيل ما بعد الألفية، البارع جدًا في أمور التكنولوجيا). لذلك تركز شركات العلاقات العامة على نوعية المحتوى الذي يؤدي إلى تفاعل العملاء في العالمين الرقمي والواقعي، بجانب إعداد حملات علاقات عامة ابتكارية تجسد التنوع والشمولية لمخاطبة مجموعة واسعة من الجماهير، وتستند على دراسة مستفيضة للاتجاهات والاهتمامات.

علاقات إعلامية مثالية
فرضت التحديات التي أفرزها الوباء وعملية التحول الرقمي المتسارعة تغير في منهجية عمل وسائل الإعلام في العالم، لتصبح المادة الإعلامية المخصصة والمصممة بشكل مدروس تتمتع باحتمالية أكبر لتحقيق النتائج المرجوة مقارنة مع المادة الإعلامية التقليدية. لذلك تزايد اهتمام العديد من المؤسسات الإعلامية حالياً بما يسمى بصحافة الناس و/ أو المقالات المساهمة (يكتبها أشخاص من خارج المؤسسة الإعلامية) لتتماشى مع نماذج العمل الجديدة. ونظراً لأن العلاقات الإعلامية تعتبر إحدى الاستراتيجيات الأكثر فاعلية للحفاظ على سمعة العلامة التجارية، فمن الضروري للعلامات التجارية بناء علاقات وثيقة مع الصحفيين وفهم أعمق لخبراتهم، ولا يمكن للعلامات التجارية تحقيق ذلك دون الاستعانة بخبراء شركات العلاقات العامة.

المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي
يضع خبراء شركات العلاقات العامة عند إعداد استراتيجيات الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الاعتبار أن المؤثرون "صناع المحتوى" على مواقع التواصل الاجتماعي هدفاً مناسباً لحملات العلامات التجارية التسويقية المدفوعة، نظراً لأنهم يتميزون بمشاركة مرتفعة من قبل المستخدمين ويمكن أن يخلقوا المزيد من العملاء المحتملين. كما ينظر الخبراء إلى المؤثرين الكبار "الرياضيون، الفنانون، إلخ"، على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنهم يتمتعون بالقدرة على خلق وعي كامل بالعلامة التجارية بين جمهور يتميز بتركيز ووعي أكبر.

الاتصال الداخلي
بفعل التحولات الكبيرة التي طرأت على النظم البيئية للأعمال وتفشي ظاهرة الاستقالات الجماعية، والاستعداد لعصر ما بعد الوباء، تحولت استراتيجيات التواصل الفعال للشركات مع الموظفين إلى عنصر أساسي في منهجية العمل. ويمكن للمؤسسات الاستفادة من شركات العلاقات العامة لمعالجة المخاوف التي تساور الموظفين، كما يمكن لخبراء العلاقات العامة مساعدة إدارة الشركات على بناء علاقات أوثق مع الموظفين، بفضل اعتماد أساليب مخاطبة علمية ومبتكرة ضمن الخطط الاستراتيجية للنشرات والرسائل الداخلية.

للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل معنا عبر:
الهاتف: +971 4 4562888
البريد الإلكتروني: business@orientplanet.com